jueves, 31 de octubre de 2013

ثمن الحرية


بقلم:البد اباه


إن ثمن كل حرية و إستقلال هو التضحية بالغالي و النفيس، هكذا تحررت شعوب العالم. و إن إزالة الظلم و الفساد هو التضحية بالنفس و الجهاد ، و هو أن نعطي أرواحنا و فلذات أكبادنا كمسلمين من أجل أن تكون كلمة الله هي العلياء ، و كلمة الله هي إقامة الدين الإسلامي و شرعه ، هي أن يعم الأمن و الامان و الاستقرار و العدل و الحياة الكريمة في الحرية و الاستقلال و التراحم و التعاون....الخ، قال تعالى و لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط ). ما الفائدة من أن نعيش مقسمين و مفرقين، و أي طعم للحياة هذه التي نحياها الآن مشتتين...؟. ما الهدف من إنجاب الأولاد في وسط و بيئة من الفساد و الظلم و القهر و العبودية إذا كنا فقط نريدهم ليعيشوا...؟. إذا كنا لا ننجب أبناءً لكي يدافعوا عن الوطن و الغيرة للدين الإسلامي فلا داعي لننجب أبناءً مصيرهم العيش في عبودية و استبداد..!!. و إذا كنا لا نوقن كل اليقين و لا نؤمن إيمانا خالصا لله في أن ننجب أبناءً كي ندفعهم ثمناً لرفع الظلم و الفساد و استرجاع حقوق شعبنا المظلوم فلا حياة لنا و لا شرف أبوّة لنا و لا وسام أمومة نفتخر به و لا فائدة من كثرتنا و تكاثرنا، و تأكدوا من أن الاحتلال المغربي سيظل يلعب على عقولنا و يسخر منا ويعبث بنا مثلما فعل بشعبه الذليل. إن أبانا إبراهيم عليه السلام امتثال لأمر ربه في تصديق رؤية منامية بأن يذبح إبنه الوحيد آنذاك إسماعيل، وكان إسماعيل عليه السلام الولد البار المؤمن يطمئن والده : ( يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ). ..، إنه قمة الإيمان و اليقين بالله ، نحن بحاجة ماسة إلى آباء مثل أبينا إبراهيم عليه السلام و بحاجة إلى أبناء مثل إبنه إسماعيل عليه السلام إن كنا فعلا نؤمن بالله و بعدالة قضيتنا الوطنية و إن كنا نؤمن بأن الحرية و الاستقلال ثمنهما التضحية بالنفس و المال و النفيس.
مخطئ و كاذبة عليه نفسه كل من يظن أن الأمم المتحدة ستقدم لنا إستقلالنا على طبق من ذهب، و أن الجزائر الحليفة ستنتزعه لنا بالقوة من المغرب، أو أننا إذا ما إستمرينا في إنتهاج سياسة التلويح و إظهار للعالم أننا دعاة سلام و شعب مسالم و أن الطرف المغربي هو المعرقل و المتعنت. كل هذه الشعارات و السياسات هي أساليب نفاق و استجداء بل و أكثر من ذلك هي حجة الضعيف المغلوب على أمره ، و العالم بأسره يعرف جيداً إنما هي حجج يتحجج بها فاقد الشيء. كلا نحن لسنا ضعفاء بل سياساتنا ضعيفة خُدعنا بفاهيم سياسات حقوق الإنسان المصطنعة و دعاة السلام المضللة تبثها في عقولنا هذه الدول التي تتزعم بأنها عظمى بل هي سموم. إنهم ليسوا دعاة سلام بل هم دعاة إستسلام ، و ما هم بدعاة حقوق الإنسان بل هم دعاة عقوق الإنسان ، و ليسوا بدعاة حرية و إنما هم دعاة عبودية ، و لا هم دعاة عدل و مساواة بل هم دعاة ظلم و مناوشات.
العالم من حولنا إنتفض و تحرر من أنظمته المستبدة و دفع مئات الآلاف من الأرواح ثمنا لذلك، نحن 20 سنة نائمين في سبات عميق نعيش على مكاسب صنعها شهدائنا الأبرار و على حساب معاناة شعب في المخيمات و نعيش من صدى قمع آهالينا في المناطق المحتلة و إنتهاك حقوق الإنسان هناك. صرخة مدوية أصرخها...! ، فهل من مجيب ..!. إننا بحاجة ماسة و قصوى إلى إنتفاضة كبرى و شاملة في آن واحد لإجتثاث و إستئصال جذور هذا الإحتلال الغاشم من أرضنا و أعلموا جميعا أن الثمن باهض هو آلاف الأرواح لكن النصر أكيد و مضمون بإذن الله و في أسرع الآجال. .. ، و إن لم تتوفر فينا هذه القناعة فتأكدوا من أننا جبناء و حرصون على محبة الحياة و متعها و نجري وراء إعمارها لا يهمنا إن عشنا كرماء أو أذلاء. يقول الله تعالى: (قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و اخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين ) . التوبة . 24 و ما هذا الموت الذي نخشاه..!، يقول تعالى: ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالِمِ الغيب و الشهادة فيبئكم بما كنتم تعملون ). أم تظنون أن الله غافل عن نية تقاعسكم و تهربكم من أداء الواجب، والله يقول أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين ). العنكبت.2.3. صحيح أن الثورة لا تزول بزوال الرجال لكن تزول الثورة بزوال إيماننا بها من نفوسنا و الإحساس بها من ضمائرنا، لأن الله سبحانه و تعالى يقول:
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغييروا ما بأنفسهم ). صدق الله العظيم..